خرج عبد الرحيم من ميدان التحرير تتقاذفه الذكريات تلح عليه اغنية عبد الحليم حافظ ميتى اشوفك يا غايب عن عينى و حشانى الغربة و الله و بعادك عن عينى كانما كتبت عليه الغربة و البعد عن الحبيبة زادت غربته على غربته ايام الدراسة فى الجامعة فهو من بلدة صغيرة فى نقادة بقنا ابيه مزارع بسيط و لكنه حرص على تعليمه رغم قلة دخله اثرت الطبيعة الموجودة بالصعيد على ملامحه اكتسب سمار الوجه من اشعة الشمس و الطول الفارع من النخيل و النحافة من عيدان القصب ذهب الى اسيوط ليتلقى تعليمه تعرف اثناء ذهابه على فتاة من بلدته اسمها طاهرة فتاة لونها بلون سنابل القمح تشع بهجة على من حولها خفق قلبه لها من الوهلة الاولى تعرف عليها تبادلوا النظرات و لكن طبقا لتقاليد الصعيد لم يستطع البوح عن ما يكن به قلبه لكن تبادلت عيونهم الحديث الهامس و تناقلت قلوبهم قصائد عشق تتخطى ما ابدعه عنتر بن شداد و نزار القبانى و فاروق جويدة بمجرد تخرجه سارع بالتقدم لها وافق اهلها فهو من المشهود له فى البلدة هو و والده بالسمعة الحسنة لم يطلبوا الكثير لم يطلبوا شبكة او مهر فقط طلبوا ما يستر بنتهم شقة بسيطة مجهزة باثاث بسيط حاول الحصول على عمل و لكن من اين ياتى بالعمل فى محافظة بعيدة نائية الارض الزراعية بها محدودة و المصانع محدودة تكاد تنحصر فى مصنعين من يعمل بهم يصبح من علية القوم بمحافظته احلامه كثيرة و بسيطة و لكن يده مغلولة يريد ان يقترب ممن يحبها و لكن اصبح مكتوبا عليه انه لكى يقترب يجب عليه ان يبعد و يغترب و لم يكن امامه خيار سوى الرحيل الى القاهرة
شد عبد الرحيم رحاله الى القاهرة ناسيا احلامه و مؤهله لا يتذكر سوى هدفا واحدا هو شقة صغيرة تجمعه على من يحب اتصل باحد اقاربه يعمل بالعاشر من رمضان قابله و الحقه بعمل باحدى شركات المقاولات عمل شاق جدا و رغم انه صعيدى الا انه لم يستطع التاقلم على العمل الشاق لانه طوال حياته كان يدرس و لم يتمرن على تلك الاعمال فاضطر الى الانتقال الى العمل بمخازن الشركة بمرتب اقل يكاد يصل الى النصف تقبل عبد الرحيم العمل و لكن الايام تمر دون بصيص من الامل و قاطرة الحياة تسير دون ان تصل الى تحقيق الحلم بل كادت ان تنتهى من محطاتها كم تمنى و هو جالس فى حجرته المشتركة بالقاهرة ان يختلس بعض النظرات من عين حبيبته ان يربت على كتفه والده بيده الحانية ان يتبادل الضحك و القفشات مع اصدقائه بالبلدة وهم يجلسون على ضوء القمر على راس الحقول يمصون القصب ان يرتمى فى حضن والدته كم يشتاق لتعد له طاجن ساخن به ثلاث بيضات مع رغيف من الخبز الشمسى
او تتصاعد احلامه فيحلم بطبق من الويكا بجانبه قطعة لحم او طبق سخينة يا لها من غربة يا لها من انياب تأكل احلى سنوات عمره و تفترس احلامه
لطالما حلمت بكى يا قاهرة و حلمت باضوائك المبهرة و بليلك الجميل حلمت ان امشى انا و طاهرة على النيل تخيلت ان النيل هنا يختلف عن النيل بقنا حلمت ان اذهب الى سينما ان اسير انا و طاهرة فى وسط القاهرة نشاهد المحلات و اشترى لها ملابس فستان و معطف ثمين تتباهى به و بى فى البلدة ما اصعبها احلام حتى عندما قامت الثورة لم استطيع ان اشارك من اين لى بالوقت البحث عن الحرية ام البحث عن لقمة العيش و الستر يا لها من معادلة صعبة تكاد تتساوى او تميل الى الطرف الثانى لكن استطعت ان اختلس ساعات قليلة و النزول الى التحرير مجرد شعور بالتنفس بانى مازلت احيا ما اقسى ان تعيش على هامش الحياة بجدار سميك يعزلك عن احلامك البسيطة يكمم فمك و يصم اذنك و يسد انفك و يضحك عليك و يسخر منك بمحاولة اقناعك انك تحيا
و بينما تتدافع الذكريات اليه وجد معطفا ملقى على الارض يا له من معطف جميل كم حلمت ان اهدى معطفا الى طاهرة ستفرح به كثيرا سترقص من الفرح احتضن المعطف و سرح بخياله شاهدها و هى ترتديه انها اجمل فتاة فى عيونه و لكن اه من لكن باى وجه سيهديها معطفا و هو لم يتقدم قيد انملة فى طريقه لتجهيز الشقة كيف ستنظر اليه ايهما تحلم و تنتظر تنتظر معطفا ثمينا ام تنتظر غرفة صغيرة تضمهم هل هذا كثير مشى بعينيه شاردا ناظرا الى السماء مبتعدا عن النيل بينما المعطف يتسرب من بين اصابعه و يسقط على الارض دون ان يشعر مثلما تتسرب منه الحياة رويدا رويدا
بقلم الكاتب المبدع إبراهيم رزق
شد عبد الرحيم رحاله الى القاهرة ناسيا احلامه و مؤهله لا يتذكر سوى هدفا واحدا هو شقة صغيرة تجمعه على من يحب اتصل باحد اقاربه يعمل بالعاشر من رمضان قابله و الحقه بعمل باحدى شركات المقاولات عمل شاق جدا و رغم انه صعيدى الا انه لم يستطع التاقلم على العمل الشاق لانه طوال حياته كان يدرس و لم يتمرن على تلك الاعمال فاضطر الى الانتقال الى العمل بمخازن الشركة بمرتب اقل يكاد يصل الى النصف تقبل عبد الرحيم العمل و لكن الايام تمر دون بصيص من الامل و قاطرة الحياة تسير دون ان تصل الى تحقيق الحلم بل كادت ان تنتهى من محطاتها كم تمنى و هو جالس فى حجرته المشتركة بالقاهرة ان يختلس بعض النظرات من عين حبيبته ان يربت على كتفه والده بيده الحانية ان يتبادل الضحك و القفشات مع اصدقائه بالبلدة وهم يجلسون على ضوء القمر على راس الحقول يمصون القصب ان يرتمى فى حضن والدته كم يشتاق لتعد له طاجن ساخن به ثلاث بيضات مع رغيف من الخبز الشمسى
او تتصاعد احلامه فيحلم بطبق من الويكا بجانبه قطعة لحم او طبق سخينة يا لها من غربة يا لها من انياب تأكل احلى سنوات عمره و تفترس احلامه
لطالما حلمت بكى يا قاهرة و حلمت باضوائك المبهرة و بليلك الجميل حلمت ان امشى انا و طاهرة على النيل تخيلت ان النيل هنا يختلف عن النيل بقنا حلمت ان اذهب الى سينما ان اسير انا و طاهرة فى وسط القاهرة نشاهد المحلات و اشترى لها ملابس فستان و معطف ثمين تتباهى به و بى فى البلدة ما اصعبها احلام حتى عندما قامت الثورة لم استطيع ان اشارك من اين لى بالوقت البحث عن الحرية ام البحث عن لقمة العيش و الستر يا لها من معادلة صعبة تكاد تتساوى او تميل الى الطرف الثانى لكن استطعت ان اختلس ساعات قليلة و النزول الى التحرير مجرد شعور بالتنفس بانى مازلت احيا ما اقسى ان تعيش على هامش الحياة بجدار سميك يعزلك عن احلامك البسيطة يكمم فمك و يصم اذنك و يسد انفك و يضحك عليك و يسخر منك بمحاولة اقناعك انك تحيا
و بينما تتدافع الذكريات اليه وجد معطفا ملقى على الارض يا له من معطف جميل كم حلمت ان اهدى معطفا الى طاهرة ستفرح به كثيرا سترقص من الفرح احتضن المعطف و سرح بخياله شاهدها و هى ترتديه انها اجمل فتاة فى عيونه و لكن اه من لكن باى وجه سيهديها معطفا و هو لم يتقدم قيد انملة فى طريقه لتجهيز الشقة كيف ستنظر اليه ايهما تحلم و تنتظر تنتظر معطفا ثمينا ام تنتظر غرفة صغيرة تضمهم هل هذا كثير مشى بعينيه شاردا ناظرا الى السماء مبتعدا عن النيل بينما المعطف يتسرب من بين اصابعه و يسقط على الارض دون ان يشعر مثلما تتسرب منه الحياة رويدا رويدا
بقلم الكاتب المبدع إبراهيم رزق
هناك تعليق واحد:
حلوة اوووووي والنهاية جميلة اووووي مبدع بجد,...انا قلت حيكون البالطو مليان فلوس وتتحل مشكلته حتى ده راح
إرسال تعليق