الجمعة، 13 أبريل 2012

لا..لن ألبسه ابداً (40)





معطف من قيود 40

المعطف"40"
لا..لن ألبسه ابداً

هما اختان ..لايفرقهما السن الا قليلاً تعيشان معاً تحت ظل بيت هاديءوفي كنف أسرة محافظة ..يسترهما سقف حجرة واحدةبها سريريهما. .ولكل منهما مكتبها الخاص وبالطبع دولابها الخاص..أما عن الوالد والوالدة فقد انهكتهما ظروف الحياة خاصة بعد أن خرج الأب للمعاش المبكر لأنه لم يرتض ِلنفسه أن يتستر على الفساد في عمله فقرر الإنسحاب في الوقت المناسب رغم لوم زوجته الدائم له.. حتى وهو في رحلة البحث الدائم عن عمل بديل لم يخل يوم من سماعه تقريظة من هنا أو تنهيدة من هناك ..ولكن هي رغم كل شيء لاتفعل ذلك إلا من منطلق ضيق ذات اليد ..فكلما وجدت نفسها في "حيص بيص "من حسابات المنزل التي لا تنتهي وطلبات البنات التي تلمحها في عيونهن دون أن يطلبنها ..لاتستطيع أن تفعل شيئاًسوى تلك الزفرة الأليمة التي تكاد تشق صدرها.. حتى وهي نائمة لاتخلو أحلامها من تلك الموجعات ..فالبنات كما يقال "همٌ للممات "وهي لديها منهم اربعةصبايا وولد ..كانت كلما نظرت للثلاث الكبار تسرح في ليلة عرسهن والعريس المناسب لكل منهن والجهاز والفرح ومصاريف الدراسة واصرارها على ان يتخرجن جميعاً من الجامعة مهما كلفهم ذلك من مشقة وخاصة من بعد أن اكتفوا بتعليم الإبنة الكبرى"عالية" شهادة نسوية متوسطة وانزوت تلك غير آملة في العريس بعد أن كبرت نوعاً ما وصار الجميع ينظرون إليها أنها "عنّست"رغم انها تتمتع بجمال هاديء وفكرٍ صائب حتى انها كانت صديقة والدها وهي الوحيدة التي يشرب من يدها قهوته اليوميةويشركها معه في همومه لتجد معه لها حلاً ..ثم تليها في الترتيب هاتان البنتان "صواحب القصة":مديحة وتليها أميمة ..
ولم تكن أحدهما بأقل جمالاً من الأخرى فقد حبى الله كلٌ منهما بجمالً من نوعً متفرد فمديحة كانت تتميز بالشعر الذهبي مثل والدتها وعيونها التي تشبه عيون البقر الوحشي الذي يضرب به المثل في جمال عينيه و حدة نظراته..أما الأنف والفم فحدث ولاحرج ..ونأتي لأميمة التي كانت تتميز بين صويحباتها بطول شعرها الأسود الفاحم وسلاسته حتى إنه كان بالفعل يشبه ذيل الحصان وهو يتدلى على ظهرها في عنفوانٍ وثقة وعينيها السوداوان الكحيلتان من غير كحلٍ تحتضناك ولاتترك لك مجال للهروب من كحلهما ..

كانت مديحة في الفرقة الثالثة بكلية التجارة تليها أميمة بالفرقة الأولى بكلية الآداب قسم انجليزي ..وكانت الأمور تسير بهدوء حتى ظهر في حياتهما بالصدفة البحتة شابٌ يمتلك من متاع الدنيا ما يجعل كل فتاة تتمنى لو أصبح شريك حياتها ..واستطاع "سمير" -وهذا اسمه- أن يجذب اليه "أميمة " في الأول ثم ما أن رأى "مديحة"حتى جذبته ..خاصة بطلّتها المميزةوأناقتها المبهرة رغم بساطتها ..فهي لاتتوانى عن ارتداء كل ماهو أنيق فكانت لاترتدي سوى الأحذية ذات الكعب العالي والبالطو الجلد الأسود الأنيق وما تزينه به من ايشاربات عنق حسب لون ماترتديه من بلوزات أو فساتين ولاتنسى الجوانتي الجلد الأسود.. وكانت "أميمة "في هذا الوقت قد ارتبطت عاطفياً بزميلٍ لهايدعى"رأفت " في نفس الكلية كان أيضاً من عائلة ٍ يشار إليها بالبنان في مجال رجال الأعمال..فلما ابتعد عنها "سمير"رويداً رويداً لم تشعر بأنها قد افتقدت شيئاً ما ..وفي نفس الوقت لم تكن تدري أن أختها"مديحة"على علاقة ب"سمير "هذا ..وتوالت الأيام ومع كل يوم يزداد "سمير"تقرباً من "مديحة"وهي لاتعلم أن "سمير "كان هو العامل الأساسي في خروج والدها للمعاش المبكرلأنه كان من عناصر الفساد والرشوةالتي آثر والدها أن يبتعد عنها في سلام ..

ثم كانت المأساة التي لم تتوقعها مديحة أبداً وكانت الفضيحة لها ولأسرتها عندما اكتشفت في يومٍ مابعد لقاء حميم لم تكن تتوقعه مع "سمير "والذي أقسم لها بعده انه لن يتركها ..اكتشفت انها حامل ..يارباه وكيف تخبر والديها بتلك المصيبة ..وكان ماكان وعلموا ماأصابها ..ومابين جرحهم وصدمتهم في ابنتهم..وبين شفقتهم عليها لأنها هي في الأول والآخر ضحية ذلك الذئب ..اضطر والدها الموافقة على زواجها منه حتى يداووا الجراح بأقل خسارة ممكنة ..وتزوجت ولكن من أين ياتي الأمان مع هذا الذئب ؟؟..

كان يريد الإنتقام من والدهما الذي لم يمكنه من أن يدنس ماضيه النظيف والشريف فأراد أن يلعب لعبته عليه من خلال بناته..

وكانت أختها الصغرى"أميمة" قد خُطبت لزميلها "رأفت "وفي طريقهما لإنهاء إجراءات زواجهما ..متناسية ماكان منه-من "سمير"- من قبل وأنه قد لعب عليها وعلى أختها في نفس الوقت..وكانت "مديحة " عند زواجها قد تركت ل "أميمة" معطفها الجلد الأسود فلقد اشترى لها زوجها"سمير " معطفاً آخر ربما أغلى منه لكنه أبداً لم يكن أحب لمديحة من معطفها الأسود الجلد ..وبدأ "سمير " في رسم لعبته على "أميمة "وغافلها في لحظة وهما بعيدين عن الأعين ليبث لها هيامه بها وشوقه إليها ..وان علاقته "بمديحة" لم تكن سوى غلطة سيظل نادماً عليها طوال عمره ..ولكن هل تقع" أميمة" مثلما وقعت "مديحة "من قبل في الفخ ؟؟لا وألف لا..لقد اخبرت أختها بما حدث وفكرا في حيلة لكشفه على حقيقته..
وفي الموعد المتفق عليه ارتدت "مديحة "معطفها الأسود الجلد -والذي آل لإختها "أميمة "بعد زواجها ووضعت نظارة شمس كبيرة علها تجيد التنكر وكذا ايشارب يغطي شعرها ..وذهبت إليه حيث يجلس منتظراً" اميمة" ليكملا معا خطته اللعينة ورحب بها باسم" أميمة "وما أن نطق بالإسم حتى اسفرت" مديحة "عن وجهها لتواجهه بخيانته وبأساليبه اللعينة في الإيقاع بتلك الأسرة الطيبة في براثن الرذيلة إنتقاماً من والدهما الشريف ..وعادت "مديحة "باكية لحضن والديهاثم ذهبت وألقت في وجه ذلك الذئب كل ما ظن أنه يرضيها يوماً ما ولم تنس أن تلقي في وجهه ذلك البالطوالفرير فلا حاجة لها به فهو يذكرها بالخيانة طالبة الطلاق بغير رجعة .

بقلم ماما زيزي

هناك تعليقان (2):

ابراهيم رزق يقول...

zizi العزيزة الذيذة

بجد بجد روعة

تنقلتى بالمعطف و حولتيه لاكثر من رمز

فهو رمز المظهر الجميل و الشياكة

و هو الحامى الذى نختبىء بداخله ليحمينا من الماكرين و الغادرين
و هو الثراء الفاحش الحرام و سراب التطلع
بجد جميلة جدا
و عايز اتكلم كمان كمان
بس مش عايز ابان رغاى

تحياتى لكى و تقديرى و حبببببببببببببى

رحاب صالح يقول...

عزيزتي
كل منا كتب في المعطف بشكل مختلف
وانا اسمتعت
بالاحداث لانك كما قال الاستاذ ابراهيم
حولت المعطف لاكثر من رمز
تحياتي