الخميس، 12 يوليو 2012

قيود واهية (45)




صباح جديد ليوم أخر ... كعادتها تصحوا من نومها منهكة من أثر الأحلام والكوابيس التى طالما  تطاردها أغلب لياليها ،  تمارس هوايتها المفضلة الهروب من النظر فى المرآة حتى لا تتذكر أضغاث أحلامها ، طقوس صباحية معتادة هى أحتساء قهوتها وتصفح للأ نترنت يدور بذهنها الكثير من الكلمات ، تحاول غض التفكير عنها محاربة الكلمات بمرارة قهوتها والتمعن فى تصفح الأنترنت والأخبار التى تزيد الكلمات فى رأسها ، تسألت مستمعة لصدى نفسها لما الهروب من بعض كلمات محض كلمات أنا تلك المرأة التى عهدها الجميع بالمواجهه !؟؟ أأخاف  حقا مواجه تلك الكلمات اللعينة ؟؟؟ لا لست أنا
قفزت برأسها كلمة( وحدة) فأبتسمت لكنى أنا لست بوحيدة حولى الكثير من الصخب والأكثر من المعارف والأصدقاء
ثم هاجمتها كلمة (مجمدة) فعبست حاجبيها ولكنى لست بتلك أنا يملأنى الدفىء ويجرى بأوصالى
ثم أتت تتسكع على مهل كلمة( أحتياج) أنتابتها حالة من السرحان لدقيقة ولمعت عينها ولكنى لست بحاجة لأحدأو شىء فأنا هنا فى أنتظارة
قطع تلك المواجهه جرس هاتفها الجوال يدق بتلك الموسيقى الرائعه التى طالما عشقتها وما ملت منها موسيقى (شهر زاد) تلك الساحرة التى ألفها (ريمسكي كورساكوف)
، على الهاتف: أنها تلك الصديقه المقربة لقلبها دائما حديث مطول من الحب، الود والمزاح النسائى الذى لايخلو من كل شىء وأى شىء ،فى منتصف الحديث تتسأل الصديقة
ماذا سترتدين اليوم غيرة ؟؟
ترد هى متسألة غير ماذا؟؟
الصديقة : ذاك المعطف الثمين النااااااعم  الذى كان ومازال محط أعجاب جميع صديقاتك والذى أحببت أنا دوما أحتضانة وتتعالى ضحكاتها مسترسلة
وكأنك كل مرة ترتدية لأول مرة
هى : أه يا الهى كيف لى نسيان مناسبة الليلة . الليلة زفاف أختك الصغيرة وصديقتى
وظلت تعذر كثيييييييييييرا من صديقتها بينما كانت الأخرى تضحك على الجانب الأخر
الصديقة : تأكدت من عدم تذكرك من أول وهله لى معكِ فى حديثنا لا تهتمى كثيرا كلنا هكذا يا صديقتى الغالية
هاه ماذا سترتدين الليلة غيرة ؟؟؟
هى : لا أعلم بعد سأذهب أثناء حديثى معكِ ونختار سويا
فتحت خزانة ملابسها فإذا بها تصدم بذلك المعطف الفخم الذى طالما تمنتة جميع صديقاتها
والتى طالما وصفت و هى ترتدية بالشمس
هى : أتعرفين ؟لا أريد أرتداء هذا المعطف الليلة
الصديقة : لما ؟؟ انه ثمين جدا وشديد الفخامة والجاذبية معا
هى : أنت تعلمين أنى لا أذهب كثيرا مثل هذه المناسة
وكلما أرتدية أتذكرة
الصديقة: وهل كنتى نسيتى  حتى تتذكرى؟؟
هى :أنتى محقة ...
أنتهت المكاملة بعد أختيار مايناسب من ملابس وقرار برتداء معطف الفراء الثمين الناعم
تأنق هادىء ووضع مساحيق تجميل بسيطة كافى جدا لهذا الوجة الثلاثينى فهى جميلة حقا ولا تحتاج لكثير من الألوان والأختفاء
بينما تضع المساحيق تهاجمها تلك الذكريات اللعينة التى طالما تحاول أن تضع لها حدود للمهاجمة ، إلا ان تلك المرة هى من تريد أن تتذكرة، ترى لما؟ هوحقا أوحشنى ؟أناحقا أفتقدة؟ أين هو منذ وداعى له فى المطار ؟؟ هو دائم محاولة التواصل معى رغم ظروف عملة هو فى حالة تعب دائم من جراء العمل المستمر، أجتماعات لا تنتهى وكأنها نهر جارى  ،سهرات وعشاء عمل وليالى صاخبة ترى ما يملأها ؟؟  مقيتة هى .. تللك البلاد البعيدة التى أصابتة بداء الشهوة شهوة المال... شراء كل ماهو ثمين يحتاج الكثير من  المال هكذا قال هو فى أخر لقاء بيينا وأنا اودعه
ترى هل تهاجمك تلك الأفكار اللعينة مثلى أم بات المال يطفىء رأسك كعهدى بك
وبت تشترى بمالك كل ماهو ثمين فى تلك البلاد فأشبعك عنى حتى ماعدت أتذكر أخر لمسة منك لوجنتى
أستعدت بعد الأنتهاء من وضع تلك المساحيق وقامت لــ أرتداء معطف الفراء وهى تكمل التذكر.... بعد سفرة بشهرين أرسل لى هذا المعطف ومعه رسالة أنه ثمين جداااااااا أتمنى أن ينول أعجابك
تطايرت من الفرح حاضنة للمعطف راقصة معه وكأنى أرقصة هو لم يكن يعنينى الثمن فرغم سماعى لأرقام فلكية من صديقاتى له إلا أنى لم أحاول حتى سؤالة عن ثمنة، كنت أتراقص لأنه تذكرنى لأنه يهادينى رغم المسافات لأن هذا المعطف كان بين يدية حين أختارة رأنى فية أرتدية أمامة كان هذا كل مايعينى وقتها
تذكرت أن بسبب هذا المعطف حين كانت ترتدية تنوال اعجاب الجميع فكانت تفرح مبتهجة وكأن الأعجاب بهما سويا هى ومن احبت وليس المعطف ....
أدارت سيارتها مستعدة للأتجاة إلى حفل الزفاف
وكل شىء أصبح يطاردها فى الطريق تساؤلات وذكريات وأحاديث وكلمات
تسألت كم مر من الوقت وأنا أكتفى ببريقك أنت ؟؟\
كم مر من الوقت وأنا دونك أصبح ناقصة ؟؟
ينقذها من تسؤلاتها وصولها للحفل كل شىء جميل منمق حين تدخل هى تلك القاعة الرائعة الملكية تتجة الأنظار نحوها وكأنها ملكة متوجة
تورى قلقها فى عيناها خلف أبتسامات مصطنعة رقيقة توزع على الحاضرين
يصل العروسان ويبداء الحفل ويبداء الجميع بالرقص إلا هى تكتفى بالنظر وممارسة الأبتسام
يقترب منها الواحد تلو الأخر والواحدة تلو الأخرى يلقون التحية ويبدون أعجابهم بمعطفها وكأنهم يرونة لأول مرة كالعادة
مللت النظر وعادت التسؤلات تهاجم .....
منذ متى وأنا مصرة على أرتدائك؟؟
منذ رضيت بالوحدة إذا أنا وحيدة
منذ متى وأنا أمرأة مجمدة ؟؟
منذ أن وافقت عليك بديل لدفىء قلبى دونة
منذ متى وأنا فى حاجة إاليك ؟؟
منذ وافقت على رحيلة وأكتفيت بك عوضا عنه
أكان يشتريك بهذا الثمن الباهظ حتى تليق عوضا عنه؟؟
أكان يقصد حقا أن يجعلك ملفت للأنتباه حتى لا اشعرأنا  بالنقص ؟؟
أم كان يريد أن يشترى الثمين بالغالى ، أنا وأنتظارى وعمرى يولى أمام عينى دونة وحين يغود يجدنى أنا وأنت عوضا عوضا له ؟؟
ولما لا وهو الذى ترك كل شىء من أجل جنى كل شىء يسطيع به شراء كل شىء ...!!
بينما أنا هنا  وحيدة مجمدة فى احتياج دائم له
تنبهت أنها من أرتضيت وضع تلك  القيود الناعمة  على جسدها وروحها
رافضة الحياة دونة تأبى كل شىء إلا أنتظارة .... بينما هو صاريحيا كل شىء دونها وكأن أنتظارها بات عليها فريضة ....
إذا بها تقف وتخلع معطف الفراء تلق به لـ أقرب صديقة   فيلتفت من معها لجمال ملابسها وذوقها البسيط الشديد الرقى أنوثة حقيقه أخفاها المعطف لوقت طويل فأنهالت عليها كلمات الأمتنان والأعجاب ولكن تلك المرة لذاتها فهى من أختارت شكلها الخارجى فى أبسط الصور وأرقاها
وأنضمت لصديقاتها تتراقص وتغنى وتتمنى أطيب الأمنيات للعروسين حتى مطلع الفجر وإذ بها تهم بالرحيل كــ الجميع ولكنها تغير طريقها عودتها  متجهه لـ طريق البحر، حيث تختار مكان مرتفع طالما أحبتة وكان الأقرب لـ قلبها، صخرة عتيقه حين تقف أعلاها تصبح وكأنها وسط البحر بأكمله وإذا بها تلقى المعطف من أعلى وهى تستمتع بخيوط الشمس الذهبية تدق عيناها بحرية وأمل وتختار هى أن تفتح لها عينيها متأملاها فى سعادة مرددة إما أنا أو لا .... 



بقلم الكاتبة  richardCatheart    (مارو قلب القطة)

هناك تعليقان (2):

richardCatheart يقول...

:)


صباحك ورد يا درش اشكرررررررررررررك جداااااااااا على تعبك

وفجعتنى على فكرة هههههههههه


ربنا يعزك ويارب تعبينك معانا على طول

اشطة اللوز

رحاب صالح يقول...

اه
عجبتني يا مارو وعلقت عندك عليها بس انا كنت بقرا اخر حكايا المعطف عشان عندي حكاية