الأحد، 3 يوليو 2011

معطف أمي 14

كلنا نعلم ما للأم من فضل ومكانة وحين نبدأ الحديث عنها لاينتهى ولا نستطيع ان نجزيها العطاء مهما فعلنا
( وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا) الاسراء23
( ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن )نعمان 14
واقول عن امى
امى لها فى القلب والعقل منزلــــة ***مكانه ما كل محبوب نالها
اقرب من نفسى وانا وسط غربتى***ترانى اقرب لها من ظلالها
نورت دروبى وانا فى مهدى صبيا**حتى تركتنى واحد من رجالها
فجأة وبدون انذار دنيوى قضيت والدتى وقد ادلجت عنا الى لقاء رب كريم وبعدها زاد من نارنا انا واخوتى الاربعه واصغرنا لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره ، هو فطين وعلى درجة عالية من الذكاء لم يؤت به سواه
ايام الحزن كثيرة ولكن حزننا عليها اكبر، فارقتنا امنا ومن لنا بعد فراقها من تواجد
امى يا كلمة اغلى من كل الكلمات، كانت الشمس المضيئة فى قلوبنالاتغرب ولو حلّ عليها المساء
انتهى العزاء وانتهى معه املنا فى رجوعها لاننا منذ بدء الخليقه لانعلم من امر من تركونا شيئا والعلم عند صاحب الودائع
اجتمعنا لكى نقتسم شرعا ما تركته لنا من الدهر تركته ورحلت خاوية الا من كفنها الذى ليس له جيوبا
وكان لقاء يغلب عليه الحزن ويخيم عليه الكدر:
اخى الأصغر: (باكيا) من يرعانى بعدها؟؟؟
جميع الاخوة( بصوت واحد) يرعاك الله اخى ثم من بعده جميعنا اخى نرعاك كما راعتنا امنا فى حياتها
الاخ الاصغر : وهل تستطيعوا ان تكفونى.. تطعمونى اذا جعت ، وتروونى اذا عشت وتشفونى اذا مرضت ، وتحيونى فى حياتى بعد موتها
لقد سلبت منى الدنيا خير معين وسند لى
احد الاخوة : هل اصابك مكروه اخى ؟؟  ألا تعلم اننا اتفقنا أن يكون الارث كله لك وحدك  من مال وعقارات ماعدا ما يخصها من ملبس فسيكون لنا فيه حق القسمة
اخى الاصغر : أى ثياب تقصدون ؟؟
احد الأخوة: كل ثيابها وبالاخص معطفها التى كانت ترتديه فى ذهابها وايابها، فى نهارها وليلها،فى صيفها وشتائها, فى افراحها واتراحها، ذاك المعطف الذى كانت تحليه بحليها، يحمل ريحها ورياحها، نكاد نراها فيه وبه وجودها الغائب الحاضر، فانه لنا جميعا وسنقتسمه
اخى الاصغر: ياويلى ياويلى كيف تسول لكم انفسكم امرا كهذا ، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ، والله غالب على امره، فكيف لكم ان تقطعوا اوصاله وتفسدوا هيئته وتدمروا كيانه
احد الاخوة :انهم ياأخى ما قصدوا تمزيق كيانه فاننا لن نمس الكيان ولكن الزمان
اخى الاصغر : لاافهم من كلامكم شيئا ؟؟؟
احد الاخوة :سوف نتقاسم وقته ، وليكن لكل منا شهرا فى وجوده وزمن حضوره
اخى الاصغر : لكم ماشئتم اخوتىوان كنت افضل سائلا ان يكون وديعة عندى الى ان اكبر ، فقد تركتنى امى صغيرا وتركتكم كبارا واحب ان تكون معى فى وجوده
احد الاخوة :موافقون ولكن بشرط  ان لاتطمع فيه محبتك، ويطغى عليك مودته 
اخى الاصغر : اوافق ولكن كونوا لى مصدقين فانتم لن تكونى لى بمؤمنين ولو كنت صادقا
( ومر الزمان واصبح اخى استاذا بكلية زراعة اسيوط ولم نسترد الوديعة  بل استوطنت داخل حقيبته شأن روب المحاماة الذى لايغادر حقائبهم يكاد اخى ان يرتديه وهو داخلا مكتب عميد كليته او خلال محاضراته، ولا يخاف على شيئا بداخلها خوفه على معطف امه مهما كان بداخلها ثمينا او نفيسا


بقلم الكاتب الكبير فاروق فهمي

هناك 5 تعليقات:

ابراهيم رزق يقول...

استاذى العزيز
طالما تعليقاتك مازالت مغلقة

تسمح لى ان اقول لك من خلال تلك النافذة انت وحشتنا خالص فى انتظار جديدك
رسمت ابتسامة على شفانا من خلال بوستك الاخير و حكايتك مع البطة

تحياتى استاذى العزيز

مصطفى سيف الدين يقول...

استاذي العزيز فاروق فهمي
نفتقدك ونفتقد تواجدك معنا ونفتقد ان نكتب تعليقات بمدونتك نفتقد مناكفتك بتعليقاتنا
نفتقد روح المرح التي كنت تثيرها بيننا
ارجوك افتح باب التعليقات من حقنا عليك ان تدعنا نغتت عليك :)
تحياتي لك استاذي الفاضل

Unknown يقول...

بضمي صوتي لأستاذ ابراهيم و دكتور مصطفى
الشعب يريد عودة التعليقات يا أستاذ فاروق
:)

Doaa Aladl يقول...

مُبدعه ,,
وآآصلي
ومآآ أحلَاه معطَفٌ :)))

Doaa Aladl يقول...

إبدآآآع
ومَا أَحْلَهُ مِعْطَفًا ,,