الأحد، 8 يوليو 2012

عندما يورق الخريف (43)


عندما يورق الخريف

مع اذان الفجر قام الاستاذ حلمى توضأ للصلاة وارتدى ملابسه ثم ارتدى معطفه الايطالى الانيق و نزل الى المسجد ليقوم بالصلاه مشوار معتاد يقوم به الاستاذ حلمى وكيل الوزارة السابق منذ خروجه على المعاش ثم امسك بمصحف ليتلو بعض القران بالمسجد لاحظ رجلا مسنا يغادر المسجد مسرعا بنشاط بمجرد انتهاء الصلاه
غادر المسجد و بعد قليل لمح الرجل واقفا امام عربة فول يجهزها يمسح بفوطة صفراء نظيفة العربة وامامه اطباق الاستنلس تبرق مع اشعة الشمس الاولى دون ان يدرى ذهب له مبتسما ممكن طبق فول بزيت الحار لقد تذكر الرجل نشأته فى احد حوارى الجمالية وكيف افتقد مثل هذا الطبق ابتسم الرجل و قال له من عينى جهز له طبق الفول و بدون ان يطلب كان الرجل قد قطع له بصلة ووضع عليها بعض الخل فى طبق ثم قطع طماطم ووضع عليها ذرات من الملح و الليمون ثم طبق من سلطة الطحينة و عودين من الجرجير و رغيفين مفقعين اكل بشهية مفتوحة لدرجة انه طلب طبق فول اخر بعد تناوله افطاره شعر انه لا يريد ان يذهب الى المنزل فذهب الى النادى و جلس على طاولة بجوار المضمار ابتسم و هو يتابع الشباب يجرى فى المضمار وفجاة لمح سيدة محجبة تجرى و هى ترتدى تريننج سوت ابيض جميل تجرى كانها الملائكة
نادى عليها امانى انها زميلته فى الكلية اسرعت له بابتسامة اهلا حلمى كيف حالك قال لها الحمد لله قالت ممكن تجرى معى حتى لا اتوقف عن الجرى قال لها ممكن و عندما هم بالجرى ضحكت و قالت له هل ستجرى بالمعطف ضحك و خلع المعطف و جرى معها دون ان يشعر بالتعب و يبدو ان السر فى الفول الذى تناوله صباحا
بعد الانتهاء من الجرى جلس على طاولة طلبت امانى كوبا من الحليب بينما تذكر حلمى الجمالية وقال للجرسون حلبة ميسة فاستغرب الجرسون فى النادى الراقى هذا الطلب قال له هل لديكم حلبة قال نعم قال له ضع عليها حليب و ابتسم وابتسمت امانى
بعد تناول الحليب اخرجت امانى من حقيبتها مضربى اسكواش و قالت له تتذكر بطل مصر و العالم فى الاسكواش حلمى درويش ابتسم لها و قال كان زمان بطل العالم الان من ارباب المعاشات 
ابتسمت امانى و قالت له الحياة لا تتوقف لقد زوجت اولادى و بعد الخروج على المعاش اسست شركة ماذا تفعل انت
قال لها اجلس فى البيت فبعد زواج ابنائى ووفاة زوجتى رفضت ان اقيم مع اى من اولادى لانى لا اشعربالراحة الا فى بيتى رغم معاملة ابنائى الحسنة لى و اليوم الجمعة يجتمع جميع ابنائى بعد الصلاة فى منزلى 
قالت له هل تعطينى الشرف ان العب مع بطل العالم واهزمه قال لها ستقدرى قالت له احاول
ذهب الى ملعب الاسكواش و لعبوا اكثر من ساعة ثم استاذنها لصلاة الجمعة و بعد صلاة الجمعة قابلها و قال لها استأذن الان اولادى سيحضرون للمنزل الان ابتسمت و قالت له ان اولادى سيحضرون ايضا و لكن فى النادى فنحن نجتمع فى النادى لا فى المنزل و حينئذ دق تليفونه المحمول يستفسر منه احد ابنائه منزعجا عن عدم وجوده فى المنزل قال له انا فى النادى تعالوا لى فى النادى
اجتمع الجميع فى النادى عائلة حلمى و عائلة امانى تناولوا الغداء و لعب الاولاد فى حمام السباحة و فى نهاية اليوم وبدون اى مقدمات وكأن طبق الفول الصباحى قد اعطاه جرعة من الشجاعة قال للجميع اريد ان اتزوج من امانى وهى تسمع هذا الخبر لاول مرة ويبدو ان بساطة الطلب وقعت بدهشة و بساطة على الابناء الذين دهشوا وابتسموا كما حدث من امانى التى سكتت
فتابعهم دون ان يفيقوا طالما سكتم اذا موافقين وطالما سكتت امانى اذا هى موافقة هيا الى المأذون الان و امسك بيد امانى و تحرك
اسرع احد احفاده خلفه جدو جدو لقد نسيت المعطف ابتسم له و قال لم اعد بحاجة له اتركه فى مكانه 

للكاتب المميز / ابراهيم رزق

هناك تعليق واحد:

شمس النهار يقول...

جميييييلة
بس الدنيا مش بالبساطة دي خااااااااااالص