الثلاثاء، 10 مايو 2011

معطف من القيود 3

امسكت مدام لولا بالمعطف و رجعت بالذاكرة يوم دخلت الى بيت الازياء الخاص بمس باوليتا الايطالية و كيف قابلتها بكل مودة و هى طفلة لم تتجاوز الرابعة عشر تذكرت كيف مدت يدها اليها امسكت يديها بحميمية و كأن رائحة العطر الفرنسى الخاص بمدام باوليتا مازالت تشمه على يديها رغم مرور كل هذه السنوات  تذكرت ابتسامتها و كيف رتبت على كتفها و سالتها عن اسمها و عندما قالت لها اسمى ليلى قالت لها اسمك جميل و لكنى ساناديكى بلولا تذكرت عروض الازياء التى كانت تقيمها مس باوليتا و نجوم و مشاهير المجتمع الذين كانوا يحضرونها تعلمت من مس باوليتا كل ما هو جديد بل بدات فى تصميم موديلات جديدة اعجبت مس باوليتا و اثنت عليها مما جعلها تفكر فى الانفصال عن مس باوليتا و اقامة بيت ازياء خاص بها و لكن من اين لها بالاموال اللازمة فكرت ان تبدء من الصفر استاجرت شقة فى بولاق ابو العلا و بدات فى استقبال الزبائن من سيدات المنطقة سرعان ما اشتهرت فى المنطقة و اصبحت العروس التى لم ترتدى فستان من تصميم مدام لولا كانها لم تتزوج بمناسبة الزواج تذكرت كيف يطلقون عليها مدام لولا مع انها لم تتزوج كما  لا تعرف لماذا لم تتزوج و لماذا لم تصحح لهم انها مازالت انسة كل ما تعرفه ان الايام صارت بها سريعة و نسيت حلمها فى بيت الازياء ارتبطت بالحى و ارتبطوا بها لكن ما ذكرها بحلمها القديم هو ذلك المعطف الذى يحمل اسم بيت الازياء الشهير
احتضنت المعطف و قررت تنظيفه بسرعة امسكت به و نزلت مسرعة و فجاة تذكرت ان الحى الذى تقيم به لا يوجد به محل تنظيف يستطيع كى و تنظيف المعطف فقررت الذهاب الى الزمالك الى المحل الذى كانت تتعامل معه مس باوليتا اوقفت تاكسى و طلبت من السائق الذهاب الى الزمالك و فى الطريق بدات تحلم بعرض الازياء الخاص بها و من  المشاهير سيحضر و من سيقدمه بل ترائى لها الموديلات التى ستقدمها و فستان الزفاف الذى ستختتم به العرض نزلت من التاكسى بزهو كانها هى التى ترتدى فستان الزفاف فجاة و قفت امام المحل الخاص بالتنظيف لم تجده تم بيعه و تحول الى مطعم للوجبات السريعة هنا فقط فاقت من الحلم على مفاجاة مدوية لقد نسيت المعطف فى التاكسى شردت لبضع دقائق ثم اوقفت سيارة ميكروباص ركبتها و اخرجت ورقة معدنية فئة خمسون قرشا اعطتها للسائق ثم نزلت فى بولاق و صعدت الى شقتها فوجدت فاطمة العروس تبتسم لها و تقول لها انها فى انتظارها على احر من الجمر لتفصل لها فستان عرسها فابتسمت لها ورتبت على كتفها و قالت لها ستكونى اجمل عروس ترتدى اجمل فستان صممته.      



                                  بقلم إبراهيم رزق

 

هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

أعجبني مزجك للذكريات مع الحاضر و للأحلام مع الواقع الذي غالباً ينتصر في النهايه و فقدانها للمعطف هو بمثابة فقدان لكل ما هو جميل و مُلهم في حياتها.
ومضه انسانيه مبهره
تحياتي و إحترامي لك أستاذ ابراهيم

MTMA89 يقول...

إبراهيم رزق..

تأخذنا الأيام بعيدًا عن أحلامنا.. و لكن من حين لآخر نتذكر ذلك الحلم.. و كيف رسمناه في خيالنا..
و لكن مع قسوة الأيام نضطر للتصالح معها.. و نعيشها.. و تبقى ذكرى الحلم ابتسامة في وجوهنا..


تحياتي لك..

محمد
:)

candy يقول...

فكرتنى بقصة حياة كوكو شانيل :(