كان دوماً يتمنى هذه اللحظه .... مطر غزيييييير وهى الى جانبه .... يخلع معطفه ويضعه عليها
ها هو اليوم قد جاء ..... المطر وقد اشتد على اخره .... وهى تركض تحته كطفله ويبلل المطر خصلات شعرها فيزيدها جمالاً .... جميله هى حتى وهى مبلله بالمياه ... وجهها يزداد براءه كلما غسلتها حبات المطر وصرخاتها وضحكاتها تجعلها فى عينيه طفله
ولكنه لم يرتدى اليوم معطفاً ولم يتوقع ابداً ان تمطر اليوم ....
قال لها : آه لووووووو
فقالت له : لو ماذا ؟
لا شىء ... هيا بنا نختبىء فى مكان حتى لا تمرضى
_ أختبىء ؟ .... لماذا ؟.... لست انا من تختبىء من المطر .... فهوايتى أن أركض تحته .... هل ترى هذه الأشجار .... ألم تزداد نضره بعد أن غسلها المطر ؟
_ نعم .... هى كذلك
_المطر أيضاً يغسلنى .... ينقينى .... يلقى بكل الشوائب العالقه بى ... صمتت فجأه ثم قالت : لماذا لا تدعو ... فدعوتنا فى هذه اللحظه مستجابه
رفع يده الى السماء وغمغم بكلمات لم تسمعها
سالته بم دعوت ؟
فأجاب وهو يبتسم هذا سررررررر
قل لى بربك بم دعوت ... أخذت تلح عليه
فقال لها : دعوت ان يكتبك لى زوجة ... ,ان أظل رجلك الأوحد ... وان لا تنسى حبنا مهما حدث
وهل تشك أن اقبل بغيرك رجلاً لى
لا أشك ولكننى أخشى
وبينما يتناقشان لمح بعينه هذا المعطف الملقى وحيداً فى منتصف الطريق .... ابتسم عندما راه فلربما تركه صاحبه ليحقق هو امنيته تحت المطر .... كانت هى مشغوله بالحديث معه فلم تلحظه .... فقال لها امكثى مكانك واغمضى عينيك حتى اعود اليكى .... حذاااااارى ان تتتبعينى
أغمضت عينيها ماثله لأوامره ..... واذا بها تجد شيئاً ما يوضع عليها .... نظرت له وابتسمت ثم خلعته وقالت : لا حاجه لى به
تعجب تصرفها : كيف ؟ ....
_ المعطف ياسيدى لمن يبحث عن الدفء .... فكيف لى وانا معك أن أبحث عنه .... اتركه لأخرى ليس فى حياتها رجل مثلك
ابتسم لها وقال : أحبك ... ولكنك أيضاً سترتدين المعطف .... فمجنونه مثلك قد تمرض وانا لا أحب ان ارى انثاى مريضه
فردت قائله : نظرا لاننى لم اعتاد ان اعصى اوامرك .... سأرتديه .... ولكن من اين لك هذا ؟
ضحك : كان ملقى امامنا .... ربما اليوم تمطر السماء معاطف بدلاً من المياه
ضحكت واخذت تردد " والناس فى عز البرد يجروا يستخبوا .... وانا كنت بجرى و اخبى نفسى قوام فى قلبة "
وهكذا كانت حياة عمر وايمان .... حياه مليئه بالحب .... بالأحلام .... بالضحك .... بالمرح .... حكايه شبيهه بقيس وليلى ... عنتر وعبله ... قصص تقرأ عنها فقط لكنك لا تعيشها ... كل من يراهما يحسدهما
يتشاركان كل شىء ...
أيام .... وبالتحديد 60 يوماً ... فقط أيام وستتوج قصة حبهما بالنهايه السعيده ..... نهايه تمنتها ايمان لسنين وعمر انتظرها لسنوات طويله
أكثر مااحبت ايمان فى عمر جرأته وقوله للحق ... كانت تشعر انها مع رجل بما تحمله الكلمه من معنى .... لا يعرف النفاق ولا الرياء .... مالم يعجبه يصرح به دون اى تزييف او تلوين
عندما قامت المظاهرات الشعب نادى ياسقاط النظام .... تعالت صيحات عمر ونزل التحرير ولانها دوماً معه تشاركه كل ما يفعله ... نزلت معه
كل من يرى عمر وايمان كان يدرك جيداً أنها سعاده لن تكتمل ..... ولكنهم لم يتوقعوا أبداً ان تكون هذه هى النهايه
اليوم ..... بعد خطاب حرك العواطف وجعل الشعب منقسم ع نفسه حتى مقدمى برامج التوك شو خرجوا ليزرفون الدموع لأجل الرئيس الذى مزق قلوبهم بخطابه
وهاهو دليل قلبه الرحيم .... وهديته لشعبه الحبيب ولخيرة شبابه .... جمال وخيول وعربات مجهولة الهويه تلتهم من يمر امامها وقناصة يضربون من حيث لا يراهم احد ..... وعمر يجرى ويده فى يد ايمان
وفجأ يتوقف عمر عن الجرى .... يسقط بالأرض .... فى البدايه هى لا تفهم مايحدث ... كل مافعلته انها اخذت تجذبه من يده وهى تبكى هيا انهض ياعمر .... انهض يارجلى الوحيد والأوحد .... انهض لنكمل المسيره .... وعندما لم ينهض عمر اخذت تحتضنه وهى تبكى ... تصرخ .... الدماء كانت تسيل ..... خلعت معطف المطر محاوله ان تكتم الدماء ولكن بلا فائده ... عمر ذهب لعالم آخر وهى تأبى أن تصدق ... جاء مجموعه من الشباب واخذوه منها .... لأول مره تشعر بأنها مكشوفة الظهر ..... لأول مره تشعر أنها بلا سند .... لأول مره تشعر انها هى بلا هو ..... وقفت فى وسط الميدان تصرخ : ايتها الطلقات الطائشه أصيبينى كما اصبتيه .... انا وهو واحد .... فلم تبخلين على بالموت
وتساقطت مغشياً عليها .... محتضنه المعطف .... ماتبقى لها منه ..... نقلت الى المستشفى وهى فى غيبوبه ترفض الواقع ولا تشعر بما يحدث حولها .... مر شهران .... وهى على نفس حالتها الى ان فاقت وعاد اليها الوعى ..... بحثت عنه لم تجده وجدت معطفاً به دمائه احتضنتها واخذت تبكى .... اريد ان أذهب الى الميدان .... اريد ان اصرخ " الشعب يريد اسقاط النظام "
الجميع يهدا من روعها ويخبرها ان النظام بالفعل سقط .... سقط لان أمثال عمر أبطاااال
بكت .... تمنت حينها لو ترى الفرحه فى عينيه ويحتفل معها باسقاطه ..... ولكن دوماً هى الرياح لا تأتى بما تشتهى السفن
ظلت ايمان ع ذكراه لسنوات ..... لا تتحدث لأحد الا بقليل من الكلمات .... تغرق فى صمت طوييييييل وتذهب لعالم اخر لا يعرفه سواها ..... عالم ليس به الا عمر .... تحتضن المعطف وتبكى .... كل هذه السنون ولم يجف البكاء
رفضت كل من تقدم لخطبتها من بعده ..... كانت ترفضه وتوبخ كل من يأتوا لها بسيرة الزواج .... ظلت فى عنادها .... وظل أهلها صابرين .... يدعون لها أن تنسى .... ان تحيا كاى فتاة أخرى .... ولكن تعنتها لا يعطيهم أى أمل .... وهى ملت هذا الشخص الذى لا يسأم رفضها فيصر ويتقدم مرات أخرى
توفى والدها ..... وتركها بمفردها مع والدتها ..... بكت امها كثيرا لحالها .... انفجرت فيها ذات يوم واخبرتها بكل مخاوفها وبأنه لابد من يوم سيأتى وتلحق فيه بأبيها وتتركها وحيدة.... وتتمنى أن تراها مع رجل يحميها
فى البدايه رفضت .... ولكن مع بكاء واصرار والدتها المتواصل .... قبلت بالأمر .... وتزوجت هذا الذى يصر عليها ولم ييأس .... هو شاب هادىء ... رزين .... وسيم .... ترى فى عينيه كل الحب لها .... ربما لا يصرح بذلك او ينطق لها به .... ولكنها تشعر بحبه فى كل تصرفاته
صفاته تجعله فتى احلام اى فتاة أخرى .... ولكن ليست هى بالطبع .... فهى لم تكن سوى أنثى لرجل واحد هو عمر
كانت الكلمات بينهما قليله .... تكره الكلمات التى تتفوه بها له فتشعر بها ثقيييييله ... كل ماتفعله معه يأتى من باب المجامله او الواجب وليس من باب الحب
كل ماتتعجيه هو : لماذا ؟ ..... لماذا يصبر عليها وعلى تصرفاتها معه كل هذا الصبر ؟
كثيراً ماأخطأت فى اسمه ونادته بعمر ..... ثم تدراكت خطأها فقالت : عفواً
أحيان كثيره تشفق عليه وتشعر اتجاهه بالذنب ... ولكنها لا تستطيع أن تجعله مكانه
الى أن جاء هذا اليوم .... كان هو يدعو بعض اصدقائه للعشاء .... تحدثوا وتناقشوا .... وهى فى عالم آخر .... وحينما تحدثت امامهم نادته بعمر ! !
خيم الصمت ع الجميع .... وهو لم يتفوه بأى كلمه .... بل فتح معهم مواضيع اخرى .... الى أن انصرف الجميع وبقيت هى وهو فقط
وأخرج كل ماكان يخفيه عنها .... انفجر غاضباً فيها :
الى متى ؟ ..... تحملت وصبرت مالم يتحمله رجل أبداً ... حاولت بشتى الطرق ان تحبيننى ولا فائده .... ان كنتى تعتقدين أننى حجر ... فأحب أخبرك انه حتى الاحجار لا تتحمل ماتفعلينه بى
لماذا اذاً قبلتى الزواج منى .... اذا كنتى حقاً تحبينه كل هذا الحب ... لم لم تكملى حياتك ع ذكراه .... هناك فى القبور التى تزورينها كل اسبوع ..... كل لحظه تجعليننى أتمزق وانا أراكى تسرحين معه فى خيالك وانا زوووووووجك لا تهتمين لشأنى ... أكثر من مره ادخل لأجدك محتضنه المعطف ... أكثر من مره حينما تاتى سيرة الشهداء تبكين .... أكثر من مره تناديننى باسمه واتظاهر اننى لم الحظ ...
هل تعرفين لماذا ؟ .... لأننى أحببتك كما لم يحب رجل امراه من قبل .... أحببتك حتى اننى كنت أشفق عليكى واتمنى لو كان هو يحيا لتعيشين سعيده وكنت انا من مزقتنى الرصاصات ... أنا لم أكره عمر قط فهو بطل أفتخر به ككثير من الأصدقاء اللذين قتلوا أمام عينى وكنت احملهم بيدى هذه .... أنا أكره عمر من كان يوماً حبيباً لزوجتى وليس عمر الشهيد
يوماً ما سيدتى سأرحل عنكى .... يوماً ما سأموت .... يوماً ما ساتركك وحينها ستعرفين كم أحببتك .... حينها ستعرفين قيمة هذا الرجل ... حينها ستكتشفين أن حبى لكى كان أعظم مما تتخيلين .... ولكن حينها سيكون الوقت قد مضى ولا بكاء ع اللبن المسكوب
قال كلماته هذه ولم يستطع ان يمنع دموعه من الانهمار امامها وهى تتساقط الدموع من عينها ولا تجيبه بأى كلمه
وقال كلمته الأاخيره : أنا سأرحل .... سأسافر .... لعلى أنساكى
ولأول مره تشعر اتجاهه بعاطفه ... لاول مره تتمنى ان تتشبث به وتقسم عليه ألا يتركها .... ولكن كبريائها قد منعها .... فتركته يخرج دون أن تنطق بأى كلمه
تمنى هو لو تخرج عن صمتها .... لأشد مايكره هذا الصمت ولكنها لم تفعل
خرج وتركها .... غارقه فى أفكارها
ولأول مره ... لا تفكر فى عمر ... بل تفكر فى زوجها .... مرت الأيام وهى لا تعلم عنه شىء ... وفى كل يوم يزداد شوقها اليه ... شعرت أن شىء كبير ينقصها ... وللمره الأولى بدلا من أن تحتضن المعطف ارتدت احدى ملابس زوجها واحتضنت صورته وراحت فى سبات عميق
وجاء هو فى هذا اليوم فى ساعه متأخره من الليل ليجدها نائمه بملابسه محتضنه صورته والى جانبها ورقه خطت فيها :
" أضعت من يدى رجلاً مايخفيه بين أضلعه من حب اضعاف مايظهره ... لكم كنت محظوظه بك .... أفتقدتك جداً ... وافتفتدت مشاركتك لصمتى ... لكن اعدك أننى ساخرج منه "
لم يصدق ما يرى ولا ما يقرأ .... تسلل الى جانبها بكل هدوء .... وراح هو الاخر فى سبات عميق
عندما استيقظت لم تصدق عينيها ....وكان هو لايزال نائماً ... ولأول مره تتفحص ملامحه وكأنها لم تراها من قبل
طبعت قبله ع جبينه .... وعندما شعر بها قالت له أريدك أن تأتى معى فى زياره
سالها الى اين .... فقالت : الى المقابر
تعجب وتذمر .... ولكنها ألحت عليه فقبل لعله يفهم
وهناك عند قبر عمر قرأت له الفاتحه وأخرجت من حقيبتها المعطف .... وضعته ع القبر وأمسكت بيد زوجها وانصرفا
..........................................................
بقلم المبدعه دعاء العطار صاحبة مدونة كلمتي
هناك 3 تعليقات:
جمييييييلة يادعاء
تسلم ايدك
بس كده انا خبطنا المعطف
انتي وانا قصتين حزيني
وهو المعطف ده مش هنفرحه شوية
:)))))
هحاول افرحه
:)))
مًسآئك معطر
رآئعة .,
سأنتظر البوست القآدم
دمتم بخير
جميله اوي
تسلم ايدك
إرسال تعليق