لمتابعة الجزء السابق من هنا ؛
زهرة الأسم و الرسم ، خفيفة الظل توزع الإبتسامات ، و تنثر بذور السعادة في القلوب أينما حلت أو رحلت ، سلسة اللسان ، إجتماعية ، تمتلك الحكمة ، و تتمتع ببصيرة و رؤية ناجمة عن خلاصة العقل لا الطيش ، جادة في تعاملاتها ، و لا تعرف اللف أو الدوران ، لها في الجمال باعٌ طويل يرسم على وجه من ينظر إليها دهشة يتلعثم معها لسانهُ لبهائها و روعتها ، و مع ذلك لا يزيغ عنها بصرها مهما أحاطتها الأضواء الباهرة ، و تقيم حدود الله في كل تعاملاتها .
كانت زميلتهُ في العمل ، تجلس على المكتب المقابل لهُ 8 ساعات طيلة خمس أيــام في الأسبوع ؛ حيث تبادلا الحوار في كل شئ ، المشاكل الأسرية ، و الأحوال الساسية ، و الأوضاع المادية حتى الأسرار و الحب أيضاً و ما يُحْدِثُهُ في القلوب حتى تنزف شوقاً و رغبة في الحبيب ، إلا أنهُ لم يحدث أن باح لها عن مهية مشاعره إتجاهها أو أي كلمة حب ، و ذات مرة إتصل على هاتفها النقال من على مكتبهُ المقابــل لها و هو ينظر إليها عيناً بعين ، صارحها بحبه لها و هيامهُ فيها ، في البداية أصابها العضال من وَهل صدمتها بما سمعت منه ، و ألجم الذهول لسانها ، لكنها في ذات الوقت حمدت الله في سرها أن وفر عليها مشقة التحايل في طريقها لإعلان حبها لهُ ، ابتسمت في وجهه ابتسامة رضى و لم تنطق بكلمة .
كانت زميلتهُ في العمل ، تجلس على المكتب المقابل لهُ 8 ساعات طيلة خمس أيــام في الأسبوع ؛ حيث تبادلا الحوار في كل شئ ، المشاكل الأسرية ، و الأحوال الساسية ، و الأوضاع المادية حتى الأسرار و الحب أيضاً و ما يُحْدِثُهُ في القلوب حتى تنزف شوقاً و رغبة في الحبيب ، إلا أنهُ لم يحدث أن باح لها عن مهية مشاعره إتجاهها أو أي كلمة حب ، و ذات مرة إتصل على هاتفها النقال من على مكتبهُ المقابــل لها و هو ينظر إليها عيناً بعين ، صارحها بحبه لها و هيامهُ فيها ، في البداية أصابها العضال من وَهل صدمتها بما سمعت منه ، و ألجم الذهول لسانها ، لكنها في ذات الوقت حمدت الله في سرها أن وفر عليها مشقة التحايل في طريقها لإعلان حبها لهُ ، ابتسمت في وجهه ابتسامة رضى و لم تنطق بكلمة .
توالت عليهم الأيــام ، و مرت متلاحقة و إتفاقا على الزواج ، كان يصر ألا تغيب عن عينه للحظة ، لا يفارقها أبداً ، كيف لا و هي الحلم الذي يراودهُ ، و يرنو أمامه على قدمين بخفة ، و رشاقة متنكراً في صورة زهرة يفوح منها الأريج العطري الذي يسحر الألباب و يذهب العقل من الرؤوس إلى حيث لا رجعة .
و في إحدى الأيــام التشرينية الباردة بعد إنتهاء عملهما و قفا ينتظرا قدوم الحافلة التي تقل كل منها إلى بيته ، و على حين غرة إرتعدت غيمات السماء ، و تدفقت أول قطرات بواكر الشتاء ، و حال أحس بها ترتجف من البرد خلع معطفهُ و وضعهُ على كتفيها رغم أنهُ كان يحس بنفس لسعات البرد التي يرتجف منها جسدها ، و بإبتسامة حب و حنان تدارك علامات التعجب التي رسمت على تقاسيم وجهها الملائكي ، و قال :- ’’ طالما أن زهرتي بجانبي تمنحينني الدفء ، فلاحاجة لي للمعاطف ! ‘‘
و في إحدى الأيــام التشرينية الباردة بعد إنتهاء عملهما و قفا ينتظرا قدوم الحافلة التي تقل كل منها إلى بيته ، و على حين غرة إرتعدت غيمات السماء ، و تدفقت أول قطرات بواكر الشتاء ، و حال أحس بها ترتجف من البرد خلع معطفهُ و وضعهُ على كتفيها رغم أنهُ كان يحس بنفس لسعات البرد التي يرتجف منها جسدها ، و بإبتسامة حب و حنان تدارك علامات التعجب التي رسمت على تقاسيم وجهها الملائكي ، و قال :- ’’ طالما أن زهرتي بجانبي تمنحينني الدفء ، فلاحاجة لي للمعاطف ! ‘‘
ضمت معطفهُ إلى جسمها و هي تقول :- ’’ إرفع عيناكَ نحو السماء و إسمح أن تهطل فيها قطرة ماء و إدعوا الله لأن الدعاء ساعة المطر مستجاب ! ‘‘
قطعت كلامها و سألته بتعجب :- ’’ ماذا تقول ؟ ‘‘
قال :- ’’ أنــا لم أقل شئ . . ! ‘‘
قالت :- ’’ ألم تقل منذ قليل الجنة يا زهرة تناديكي ؟ ‘‘
دارت عيانها في محجريهما عدة مرات ، و ربتت بأطراف أصابعها على ذراعه مرتين برفق و حنان ، و في نفس المكان الذي كانت فيه اللمسة الأولى كانت الأخيرة ، و خرجت روحها كالنور من جسدها المطروح على الأرض الغارق بماء المطر ، و الدم الأحمر ، و تلاشت في الضباب ، طاح عليها و لمها إلى صدره و هو ينوح على جسدٍ بلا روح ، و إستعدت الملائكة لتزوف عروسه في السماء لا فوق الأرض . . و كان زفاف . . و كان عرس . . و كانت شهادة !
في لحظة إسوداد قلب ، و شتاءٍ عاصف خرج من بيتهُ قاصداً المقابر يبحث في ذلك المكان عن زهرته ، و أهاتهُ تدوي في أرجاء المكان و دموعه تهطل للكون تشكي الفراق و لوعة الإشتياق ، يتحدث مع نفسه مخاطباً زهرتهُ التي إختفت من دنياهُ جسداً و روح ، يخاطبها و ما من مجيب ، فلا حياة لمن يناجي !
فــإذ بريحٍ عاتية تهب تكاد تقتلع القبور من جذورها تحمل معطفاً طار من على إحدى القبور ، و تلفحهُ كما تتلحف السماء الغيوم ، تقرفص و إقترب من قبرها أكثر و أكثر ، و صرخ صرخة غضبٍ إرتعدت لها غيمات السماء أكثر ، و صمت لبرهةٍ حزينة تنسكب من دموع ٍ ظمأى ، و بين السكون ، و بين الدموع ، و خلف العيون ، و داخل الفؤاد ستبقى زهرة حلمهُ الراقد تحت ركام القبر .
فــإذ بريحٍ عاتية تهب تكاد تقتلع القبور من جذورها تحمل معطفاً طار من على إحدى القبور ، و تلفحهُ كما تتلحف السماء الغيوم ، تقرفص و إقترب من قبرها أكثر و أكثر ، و صرخ صرخة غضبٍ إرتعدت لها غيمات السماء أكثر ، و صمت لبرهةٍ حزينة تنسكب من دموع ٍ ظمأى ، و بين السكون ، و بين الدموع ، و خلف العيون ، و داخل الفؤاد ستبقى زهرة حلمهُ الراقد تحت ركام القبر .
خرج من المقبرة عبر دروب الضياع و وحشة الليل المسكون باللوعة و الأسى يتبعثر في إحتراق ، ينعي مأساتهُ ، و الريح من خلفه يعزف كلمات الشوق على وتر المطر المنهمر ، و السنين تئن جراح ٍ في الصمت تسيل ، و على حدود اللامكان خلع ذلك المعطف الملطخ بدماء الغائبين الحاضرين ، الشهداء العاشقين ، حيث ضاعت الأحلام و الإبتسامة في ضباب الموت ، و خلع إحساسهُ بالبرد و الدفء كما خلعهُ أول مرة حين خلع معطفهُ و وضعهُ على أكتاف زهرة .
و على دموع اليأس جفت الصرخة ، و استلهمت آذانهُ نشيد الرفاف :-
و على دموع اليأس جفت الصرخة ، و استلهمت آذانهُ نشيد الرفاف :-
’’ في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء
فليعد للدين مجده و لترق منا الدماء
في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء ‘‘
بقلم المدونة الرائعه haneen nidalصاحبة مدونة أحرف الحنين
هناك 6 تعليقات:
انا علقت هناك
وجيت برضوا اسجل اعجابي هنا
:))
أوباااااااااااااااا
جميــــــــــــــــــــــلة أووووووووووووي
بهرتيني يا حنين
ويسعدني إني أقرأ القصة دي ليكي وتكون أول وحدة
وإن شاء الله حزور مدونتك أتعرف عليكي أكثر :)
ممممممممممممممم زرت مدونتك وطلعتي بنت بلدي :)
تحياتي يا غالية
قبل أن أكتب هنا مررت على مدونة حنين ..
فعلاً محتوى المدونة لا يصلح لها أي اسم سوى اسم أحرف حنين ..
أما هذا المعطف .. فهو .... رااااائع ..
طابت أناملك ..
غاليتي شمس النهار اروع متابعيني :)
ان شاء الله ما نحرم من طلتك :)
نسرين بنت بلادي حبيبة قلبي او ما قرات اسمك قلت واخيرا لقيت مدون من الخليل و لما زرت مدونتك لقيت من القدس تشرفت بكي كثيرا ^____^
ظلالي البيضاء مشكورة عزيزتي عَ الزيارة و عَ الإطراء :)
نيهال العزيزة .زعلقت على مدونتك ولكن من حقك عليّ ان اشدو في كل مكان بعزفك الراقي على المعطف ..سلمت يداكِ
إرسال تعليق