الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

حنين حنان 29



بعد أن انهت الدكتورة حنان عملها بعيادتها استقلت سيارتها عائدة الى المنزل و لكنها رغم انتهاء عملها الشاق و ارهاقها طوال اليوم بين المستشفى وعيادتها الخاصة لا ترغب فى العودة الى المنزل لكى تستريح قليلا تشعر بأن تلال من الحزن تكسو صدرها و لا تعرف السبب لمحت من بعيد اضواء خافتة لكافيه فكرت لماذا لا تشرب فنجان من القهوة انها بحاجة له اوقفت سيارتها و نزلت و دخلت الى الكافيه

امسكت الدكتورة حنان فنجان القهوة الساخن شعرت بالدفء يسرى بين كفيها لماذا لا تشعر بالدفء فى حياتها  لماذا هى غير سعيدة رغم نجاحها كطبيبة فقد حصلت على الدكتوراه و الزمالة من امريكا رغم سنوات عمرها الصغير لها عيادة يحسدها  عليها الجميع لماذا لايفارقها الحزن ما هو سببب ملازمته لها  ايمكن ان يكون بلا سبب لماذا لا تعرف للسعادة طعما لماذا لا تتذوق نجاحها امتلئت عيناها بالدموع و هربت بعضها بالرغم من محاولة حبسها داخل مقلتيها

قامت حنان و دخلت الى الحمام لكى تغسل وجهها من الدموع ما هذا الذى بداخل الحمام انه معطف ثمين صناعة ايطالية هنا فقط تذكرت لماذا هى حزينة تذكرت حلمها القديم الذى اختنق بداخلها و تاه و اختفى فى دوامة الحياة و تلاشى رويدا رويدا مع صعوبة دراستها و عملها الشاق لدرجة انها لم تستطع حتى تذكره ما اصعب ان ننسى احلامنا و تتوه منا فى دروب مظلمة بعيدة  نجد صعوبة فى مجرد تذكرها نعم تذكرت حلمها ايطاليا روما دراسة الرسم فى ايطاليا انه حلمها وجدته مع المعطف لقد تخلت عن حلمها بضغط من والدها الذى ارغمها على دراسة الطب لانها تفوقت فى الثانوية العامة و حصلت على درجات عالية يا الله ايكون مكافاة تفوقها اجهاض حلمها و التخلى عنه كم كرهت تفوقها الذى اصبح مثل امواج البحر العاتية تدفعها بسرعة كبيرة الى شاطىء اخر قد يكون اجمل من شاطئها لكنه ليس بشاطىء احلامها

 ارتدت حنان المعطف و طارت بجناحى خيالها الى روما اكاديمية سانتا اندريا   و حصولها على الدكتوراه منها  نعم هذا المعطف يليق بافتتاح معرض  لوحاتها فى اكبر قاعة عرض بروما غادرت الكافيه و هى تحلق بمعطفها تسير باحلامها تتراقص  مع فرحتها تعدوا بشوارع روما بين تماثيلها و لوحاتها يبلل وجهها بقطرات المطر المنعشة الصافية التى تتساقط وتغوص قدماها فى حبيبات الثلج البيضاء و تحتضن بصدرها باقات الزهور الخميلة من معجبيها و ترتفع  انأملها  كريشة ملائكية تطير بها بين الوان قوس قزح  و فجاة رن هاتفها المحمول ايقظها من احلامها  تليفون من المستشفى يستدعونها هناك مريض فى حاجة لها بحثت عن سيارتها لم تجدها لقد بعدت عنها مسافة طويلة جدا خطتها قدماها دون ان تشعر خلعت المعطف و وضعته على التمثال الذى يتوسط الميدان الموجودة  به ابتسمت ابتسامة نشوة محملة بالشجن و الرضا  و اوقفت تاكسى و ركبته لكى تلحق مريضها بالمستشفى



بقلم المبدع إبراهيم رزق 
   

هناك 6 تعليقات:

عازفة الالحان يقول...

رآئعة القَصة

لقلمكْ ورررَد

Unknown يقول...

قصه حلوة فعلا
مع تحياتي

ابراهيم رزق يقول...

عازفة الالحان

الاروع هو زيارتك

تحياتى

ابراهيم رزق يقول...

Mohamed Amer

متشكر لمجاملتك الكريمة

تحياتى

أمل م.أ يقول...

اخي ابراهيم رزق
اسعد الله اوقاتك بكل الخير

قصة جميلة مؤثرة بالفعل
فكم منا من لا يزال يراوده حلمه الذي اضاعه منذ امد لكنه لم ينساه يوما
جميلة هي الاحلام
لكنها متعبة احيانا حين تحتبس في داخلنا
فنصبح نحن سجناء لها
واعجبني طريقتك في الربط بين المعطف وحلم هذه الشابة
فكم من مرة يشرد الفكر بعيدا محلقا نحو ذكرى ومضت لنا حين وقعت اعيننا على شيء القت به الصدفة في طريقنا
اسجل اعجابي الشديد بقصتك واسلوب الطرح.

تقبل مودتي واحترامي

ابراهيم رزق يقول...

امل . م.ا

اختى العزيز

اسعدنى جدا تعليقك
و اسعدنى اكثر مجاملتك الكريمة

اتمنى ان يكون هذا الجزء قد نال اعجابك و اسعدك

تحياتى لكى